مصتازا: شغف يتحول إلى رابط حي لتازة!

منذ صيف شهر غشت 2005، تحوّل شغفي البسيط إلى رسالة: إحياء مدينتي تازة، وجعلها تتخطى حدودها الجغرافية. بدأت القصة برغبة في التقاط صور لأحيائها، لأزقتها التاريخية، ولمشاهدها الطبيعية الرائعة، وكأنني أجمد جمالها الفريد بين الجبال والتاريخ. كل يوم، كنت ألتقط عشرات الصور، ودفعتني الرغبة الشديدة لمشاركة تلك الصور إلى إطلاق مدونة بسيطة هدفها واحد: تقديم نافذة على تازة لكل أبنائها هنا وفي الخارج.


كانت هذه المدونة متواضعة في بداياتها، لكنها سرعان ما لقيت اهتمامًا متزايدًا. يوما بعد يوم، تضاعف الزوار من مختلف أنحاء العالم، وبدأت رسائل الطلبات تنهال من أشخاص يطلبون التقاط صور لأماكن عزيزة على قلوبهم، كزقاق ترعرعوا فيه، أو منزل عائلي، أو مسجد، أو ساحة عامة. خلف كل طلب، كان هناك ارتباط عاطفي صادق بتازة، ورغبة عميقة في الحفاظ على صلة تربطهم بجذورهم رغم المسافة. من خلال هذه التفاعلات، أدركت أن هذا المشروع لم يعد مجرد صور؛ بل بات رابطاً حياً بين تازة وأبنائها المنتشرين عبر العالم.


ومع تطور التكنولوجيا، أخذ هذا المشروع الشخصي منحى جديدًا، وتحول إلى MOSTAZA.MA


هذا الموقع هو أكثر من مجرد معرض صور؛ إنه مساحة رقمية مخصصة للمجتمع، حيث يمكن لكل تازي أن يشارك المعلومات، وينشر الإعلانات، ويروي قصص مدينته. أردت أن أخلق فضاءً حيث تُحتَرم كل الأصوات، منتدى للتواصل والتبادل، حيث يمكن لسكان تازة وعشاقها، سواء كانوا من الأصل أو من القلب، التفاعل بحرية.


في عالم متصل حيث تصلنا الأخبار من أقصى الأرض في لحظات، من المفارقات أننا قد نفقد الاتصال بما يجري حولنا. غياب وسائل الإعلام المحلية التي تنقل يوميات تازة دفعني لتطوير MOSTAZA كبديل، مساحة حرة لإحياء ونقل الأخبار المحلية، بعيداً عن قنوات الصحافة الرسمية. إنه موقع مفعم بالأصالة، مصمم ليحمل أصوات كل من يشارك ارتباطاً غير قابل للكسر بهذه المدينة.


أيها المواطنون، المنتخبون، الجمعيات، التجار، الطلاب، الفنانون، هذا الموقع هو لكم! إنه منصة تشاركية حيث الجميع مدعوٌ للمساهمة وتسليط الضوء على جوانب من تازة. سواء كنتم ترغبون في مشاركة حدث، إعلان، قصة، أو حتى مجرد ذكرى، مرحبًا بكم في عالم مصتازا. معًا، لنجعل من هذا الفضاء مرآة حية لمدينتنا، مكانًا للتبادل، للاكتشافات، وذاكرة جماعية لكل من يحب تازة.


بكل شغفي لتازة وسكانها، 

مصطفى دكداك