كم هو جميل أن نلتفت بين الفينة والأخرى إلى «قدماء المحاربين» في مجال التمثيل بالمغرب فنفسح لهؤلاء مساحات للتعبير عن آرائهم.
محمد التسولي واحد هؤلاء الكبار، ابن مدينة تازة، إلتقيناه بالمركب الاجتماعي التربوي بمركز أولاد ازباير مسقط رأسه و أجرينا معه الحوار التالي:
* مرحبا بك بموقعك MOSTAZA، نود أولا معرفة من هو محمد التسولي ؟
** أشكر الجريدة أولا على استضافتها لي، محمد التسولي من مواليد 1940 بمدينة تازة، و بالضبط بإحدى قرى مركز أولاد ازباير، انتقلت إلى مدينة الدار البيضاء و أنا ابن 4 سنوات، و هناك ترعرعت و تلقيت تعليمي.
* بالنسبة لاسم " التسولي " هل هو كنية أم لقب فني؟
** أنا كنت دائما مند صغري أحب و أعشق بلدتي التسول، لأنني ولدت فيها و بقيت بها 4 سنوات، و كنت أتردد عليها دائما، و حبي لقبيلتي جعلني أتخذه لقبا لشهرتي الفنية، كما يشرفني أن يكون اسمي الفني " تسولي ".
* كيف كانت البدايات الأولى لأعمالك الفنية؟
** لقد كنت دائما و أنا ابن 7 سنوات أتردد على قاعات السينما ، و كانت تعجبني تلك الأفلام التي تعالج مواضيع الصراع بين الحق و الباطل، و تأثرت بالممثلين الذين كانوا أبطال تلك الأشرطة، بالإضافة على هذا ، و أنا ابن 7 سنوات عايشت فترة مهمة من فترات الاستعمار، و انضممت إلى فرقة مسرحية معروفة بفرقة الرجاء البيضاوي، بها أساتذة مسرحيين كانوا يربون المواطن الشاب على الحس الوطني، و بقيت بها إلى سنة 1951، آنذاك بدأ الفرنسيس يلاحظون أن الشباب بدأوا يهتمون بالروح الوطنية و السياسية من أجل تحرير البلاد، و على إثر ذلك تم تأسيس "مكتب للشباب" لكي يتم ضم هؤلاء الشباب ، و عشقي للمسرح جعلني أختاره هدا المكتب الشبابي، و تتلمذت على يد الأستاذ المسرحي الفرنسي " أندري فوازان " أخذت عنه المبادئ الأولى للمسرح إلى جانب " الطيب لعلج"، " الطيب الصديقي " ، " عائد موهوب " ...
و في سنة 1955 عند رجوع محمد الخامس من المنفى كانت هناك فرحة عارمة تأسست على إثرها مجموعة من الفرق المسرحية بالأزقة، اهتمت بالمسرحيات الارتجالية التي تعالج القضايا الوطنية، آنذاك اشتغلت على مسرحيتين وطنيتين " جزاء الخائن " و " التضحية في سبيل الوطن " تحت لواء فرقة الشهاب التي كنت مؤسسا لها.
* كم عدد الأفلام و المسرحيات التي نجد محمد التسولي حاضرا فيها؟
** اشتغلت 13 سنة كممثل، و بعد دلك ذهبت للإخراج، و أول مسرحية أخرجتها كانت في سنة 1964 و هي مسرحية " الذباب " للفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر ثم " رومليوس العظيم " لديرنمات 1970، و "الحقيقة ماتت" لروبلس سنة 1984، و " الباطرون في دار غفلون" سنة 2002 . أما فيما يخص العدد الإجمالي للمسرحيات فيتجاوز 54 مسرحية منها 17 مسرحية من تأليفي. إضافة إلى أنني كنت السباق للقضية الفلسطينية خلال فترة السبعينات من خلال مسرحية " الخلاف " و " الصراع" و"الإنسان" و "الباب الشرقي" ، كلها مسرحيات تعالج القضية الفلسطينية. أما الأعمال التلفزيونية فمحصورة في 5 سيناريوهات منهم : "من القاتل؟" سنة 1989 و" ذئاب في دائرة " سنة 1997 و" موعد مع المجهول " سنة 2004. كما شاركت في 18 فيلم سينمائي تلفزيوني منهم " الملك داوود " و " ألكسندر لوڭروند " و " ربيع قرطبة " مع الممثل السوري حاتم علي....
* ماذا عن الجديد أستاذنا الكريم؟
** بالنسبة للجديد ، لدي مسلسل تدور أحداثه بمنطقة تازة، عنوانه :
" بداية ردع الغزاة " و يحكي عن فترة من فترات تاريخ المغرب، إبان الاحتلال الفرنسي ، و مدينتنا تازة كانت آنذاك تعرف بعض الخلافات بين قبائلها، التسول ، البرانص و غياتة، و هناك شخصية القاضي الحاج أحمد الذي يعمل على التوفيق بين هؤلاء للنضال ضد المستعمر الغاشم، و لازلت أتردد على التلفزيون لإعطائي الضوء الأخضر لكي أبدا تصوير الفيلم.
* كلمة أخيرة
** أجدد الشكر لموقع MOSTAZA على استضافته لي، و أتمنى أن أبقى معكم دائما على اتصال دائم.
حاوره الأستاذ محمد الغرباوي من أولاد ازباير.